بيانات رؤساء روسيا ومصر للصحافة في أعقاب القمة الروسية - الإفريقية

أدلى كل من رئيس روسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي، ببيانات لوسائل الإعلام في أعقاب المنتدى الدولي.

ف. بوتين: السيد الرئيس السيسي المحترم! سيداتي وسادتي!

اختتمت القمة الروسية الإفريقية الأولى أعمالها، وفي تقييمنا ليومي من أعمالها، بإمكاننا القول أن هذا الحدث فتح صفحة جديدة من العلاقات بين روسيا ودول القارة الأفريقية. وكانت لقاءات مهنية وودية لكي لا نقول حارة، مما خلق جوا خاصا لمناقشاتنا.

وشارك في القمة كل الدول الإفريقية دون استثناء، وتمثل أكثر من أربعين منها برؤسائها. وسبق القمة المنتدى الاقتصادي، حيث عُقد العديد من الاجتماعات الثنائية والمتعددة الأطراف على أعلى المستويات ومستويات أخرى، بما في ذلك مستوى الأعمال - الأمر الأكثر أهمية.

واختتمت القمة أعمالها باعتماد الإعلان الختامي، الذي ينص على الأهداف والغايات اللازمة لمواصلة تطوير التعاون الروسي الأفريقي بجميع أبعاده: في السياسة والأمن والاقتصاد والمجالات العلمية والتقنية والثقافية والإنسانية.

وبناء على اقتراح أصدقائنا الأفارقة المشاركين في القمة، تم اتخاذ قرار بإنشاء آلية حوار جديدة - منتدى الشراكة الروسي – الإفريقي وذلك ليصبح التعاون بين دولنا منتظما.

وفي إطار هذه الآلة الجديدة، ستُعقد إجتماعات القمة بالتناوب بين روسيا وإحدى دول إفريقيا مرة كل ثلاث سنوات. كما من المقترح عقد المشاورات السنوية لرؤساء وزارات الشؤون الخارجية لروسيا والدول الإفريقية الثلاث: الرؤساء الحاليين والمستقبليين والسابقين للاتحاد الأفريقي.

وتعتمد علاقات روسيا والدول الإفريقية على تقاليد الصداقة والتضامن القائمة منذ زمن طويل. تكمن أصولهم في دعم نضال شعوب إفريقيا ضد الاستعمار والعنصرية والفصل العنصري وحماية استقلالهم وسيادتهم وإقامة الدولة وتشكيل أسس الاقتصاد الوطني وإنشاء قوات مسلحة وطنية جاهزة للقتال.

قام متخصصو بلدنا ببناء منشآت بنية أساسية مهمة: محطات الطاقة الكهرومائية، والطرق، والمؤسسات الصناعية. كما تلقى الآلاف من الأفارقة التعليم المهني عالي الجودة في بلدنا.

ويعد اليوم تطوير وتبسيط علاقات المنفعة المتبادلة مع الدول الأفريقية من بين أولويات السياسة الخارجية الروسية ونحن نتفاعل بشكل بناء في الأمم المتحدة وهياكلها القطاعية الإقليمية.

إن مواقف بلداننا بشأن القضايا الموضحة في جدول الأعمال الدولي قريبة أو متسقة، ونحن ممتنون لشركائنا الأفارقة لدعمهم لقراراتنا ذات الأولوية بشأن مكافحة تمجيد النازية، وعدم نشر الأسلحة في الفضاء، وتدابير لتعزيز الثقة في الفضاء، وأمن المعلومات الدولي.

وروسيا بصفتها عضوا دائما في الأمم المتحدة تتضامن مع بلدان أفريقيا في مسائل تعزيز السلام والاستقرار في القارة وضمان الأمن الإقليمي.


ونحن نسعى أيضا لإقامة التعاون مع رابطات التكامل الأفريقية، حيث تناول الاجتماع مع قادة المنظمات الإقليمية في أفريقيا ورئيس مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية لأوروبا آفاق التعاون بين رابطات التكامل في أفريقيا والاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الآسيوية.


كما رأيتم، تم توقيع مذكرة تفاهم بين اللجنة الاقتصادية للمنطقة الأوروبية الآسيوية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والطرفان عازمان على زيادة التعاون التجاري والاقتصادي.

 

كما تعلمون، هذا هو الموضوع الذي عُقد من شأنه المنتدى الاقتصادي. وأظهرت المناقشات والعروض التقديمية للشركات الروسية الرئيسية وجلسات النقاش في عدد من مجالات التعاون أن أوساط الأعمال التجارية الروسية والأفريقية مهتمة بتوسيع علاقات المنفعة المتبادلة.

 

سيداتي وسادتي!

 

أنتم تعرفون أنه عندما أقيمت وكانت تتطور العلاقات مع الاتحاد السوفيتي في الماضي، كل شيء كان يحدث وفقا لأنماط الدولة السوفيتية، وهو كان جيدا، لكن اليوم من الصعب تخيل ذلك.

 

إننا نحتاج اليوم إلى مزيد من المعلومات حول قدرات بعضنا البعض ويجب أن يكون مشاركون اقتصاديون على معرفة بما يجري وفرص الدول الأفريقية ومزاياها التنافسية في الأسواق العالمية. لا يمكننا الاستغناء عن مثل هذه الفعاليات التي عقدناها بالأمس واليوم، وتم توفر البيئة التمكينية اللازمة لها.

 

في عام 2018، زادت التجارة بين روسيا مع الدول الأفريقية بنسبة أكثر من 17 في المائة وتجاوزت 20 مليار دولار، ما ذكرناه بالفعل أمس واليوم مرارا وتكرارا، ونعتقد أنه من الممكن الوصول إلى مستويات أعلى في السنوات القليلة المقبلة، ليصل حجم التجارة إلى 40 مليار دولار على الأقل.


وتعد الطاقة مجالا مهما لتعاوننا الاقتصادي، ويتم تنفيذ المشاريع المشتركة ليس فقط في القطاعات التقليدية، مثل إنتاج الهيدروكربون وإنشاء وإصلاح منشآت توليد الطاقة، ولكن أيضا في تطوير الذرة السلمية واستخدام مصادر الطاقة المتجددة.


وتكون الشركات الروسية على استعداد للعمل مع الشركاء الأفارقة لتحديث البنية التحتية للنقل وتطوير الاتصالات والتقنيات الرقمية وضمان أمن المعلومات وتقديم أحدث الحلول التكنولوجية والهندسية.

 

وبالطبع، سوف تستمر روسيا في تدريب المتخصصين الوطنيين المؤهلين تأهيلا عاليا للعمل في جميع قطاعات اقتصاد الدول الأفريقية. وقد شعرتُ ببالغ السرور عندما استمعت إلى أحد المشاركين في مناقشتنا الذي قدم عرضه باللغة الروسية الفصحى.

 

دعوني أذكركم بأنه بمساعدة بلدنا، تم بناء أكثر من 100 مؤسسة تعليمية في إفريقيا، وتم تدريب حوالي 500 ألف من الأفارقة، وحصل حوالي 100 ألف منهم على شهادات الجامعات السوفيتية والروسية، و250 ألف درسوا في مراكز تعليمية مشتركة في الدول الأفريقية نفسها. كذلك تم تدريب 150 ألف متخصص آخر خلال بناء وتشغيل المشاريع الصناعية الكبيرة التي تم إنشاؤها بمشاركة بلدنا.


ستواصل روسيا مساعدة البلدان الأفريقية في تطوير النظم الصحية الوطنية، وضمان الوصول على نطاق واسع لجميع شرائح المجتمع الإفريقي إلى الرعاية الطبية المؤهلة، وتعزيز قدرة أفريقيا على مكافحة الأوبئة.


وأريد التأكيد على أن هذا العمل مفيد بشكل متبادل، لأنه يتيح أيضا للشركات الروسية الفرصة للعمل في السوق الأفريقية والتفاعل مع الشركاء الأفارقة والحصول على المزايا المناسبة لمصالح روسيا الاتحادية ومواطنيها.

 

وختاما، أود أن أشكر الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي وجميع أصدقائنا المصريين، ويوجد الكثير منهم اليوم ونعرفهم جميعا بشكل جيد، وقد شاركوا بشكل مباشر وعملي في تحضير فعالياتنا.


أود أن أشكرهم على مشاركتهم النشطة في هذا العمل وعقد القمة. وبالطبع، أود أن أعرب عن امتناننا لجميع الزملاء الأفارقة المشاركين في القمة على العمل المشترك المثمر.


أنا متأكد من أن تنفيذ الخطط والمبادرات المتفق عليها خلال القمة سيتيح لنا الارتقاء بالتعاون الروسي الأفريقي إلى مستوى نوعي جديد.

 

شكرا لكم على اهتمامكم.

 

ع. ف. السيسي (وفقا للترجمة): السيد رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين المحترم! سيداتي وسادتي!

 

أود في البداية أن أعرب عن تقديري الخاص للرئيس فلاديمير بوتين ولشعب روسيا الاتحادية الصديق على الاستقبال والضيافة والاهتمام بتعزيز التعاون بين إفريقيا وروسيا. من خلال تدشين المنتدى الاقتصادي الإفريقي – الروسي كمنصة تتيح الفرص المختلفة الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا ويسهم في دفع مسيرة التنمية في القارة الإفريقية وفقا لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة الأممية 2030.

 

ويساعد المنتدى الاقتصادي الإفريقي – الروسي على استكشاف الآفاق الجديدة للتعاون المشترك وتعميق من المفاعل المتبادلة بيننا وتعزيز العلاقات في جميع المجالات، مما يسهم في تحقيق أهدافنا - السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.

 

حقق المنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي، الذي عقد بالأمس، نجاحا لجميع المشاركين فيه، حيث ساهم في نمو التفاعل بين مختلف الشركاء الاقتصاديين. حضره ممثلون لنخبة رجال الأعمال الروس والأفارقة.


وركز المنتدى على القضايا ذات الأولوية للقارة الأفريقية، مثل البنية التحتية، والصناعة، والزراعة، والرعاية الصحية، والطاقة، وتنفيذ التقنيات الحديثة.


تم تحقيق ذلك من خلال مناقشة ثلاثة مواضيع رئيسية للمنتدى: طرق تطوير العلاقات الاقتصادية، وتشجيع المشاريع المشتركة، والتعاون في المجالين الإنساني والاجتماعي.


ووفر المنتدى منبرا مفيدا للحوار المباشر بين ممثلي القطاعين العام والخاص من مختلف البلدان، مما أعطى بعدا جديدا للعلاقات الروسية الأفريقية، حيث ساعد على جذب الأعمال الروسية في القطاعات الرئيسية للاقتصاد الأفريقي.

 

سيداتي وسادتي!

 

إن العرض الصريح في قمة اليوم من قبل الجانبين - الروسي والأفريقي - لوجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام، وقبل كل شيء تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والإنسانية، ساهم في تحقيق أهدافنا واعتماد رؤساء دول وحكومات البلدان الأفريقية وروسيا الإعلان الختامي الذي يعكس المبادئ التي اتفق عليها الطرفان، وأهمها احترام الشرعية الدولية، وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وتحقيق السلام والأمن من خلال إقامة علاقات دولية الأكثر مساواة ونزاهة ونظام عالمي قائم على مبادئ تعددية الأطراف، واحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وحل الأزمات بالطرق السلمية، وحماية الهوية الوطنية والتعددية الثقافية الحضارية.

 

أكد الإعلان أهداف مفهوم التنمية – 2063 وكذلك أهداف التنمية المستدامة الأممية - 2030. تمت الموافقة على آلية استمرار الحوار والشراكة على المستوى الوزاري. نحن نقدر تقديرا عاليا كل هذه الخطوات ونعتقد أنها تخلق أساسا متينا لتنمية العلاقات الروسية الأفريقية.


وإدراكا لمسؤوليتنا المشتركة، سيواصل كلا الجانبين - الروسي والأفريقي - تنسيق أنشطتهما لرصد تنفيذ الوثائق المعتمدة في القمة، مما يتوافق مع آمال وتطلعات شعوب القارة الأفريقية وروسيا الاتحادية الصديقة.


نتحمل جميعنا مسؤولية مواصلة العمل البناء على أساس ما تم تحقيقه والجهود المشتركة لتعزيز النتائج التي حققتها القمة الروسية - الأفريقية الأولى من أجل أن تعكس بالكامل احتياجات القارة الأفريقية وتطلعات شعوبنا ومواطنينا في أفريقيا وخارجها على حد السواء، الذين يتابعون عن كثب أعمال قمتنا يأملون في الوصول إلى النتائج المثمرة ويعتقدون أن نتائج القمة الإيجابية ستعمل على تجسيد تطلعات وآمال الأجيال الشابة.

 

شكرا لكم.

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

24 أكتوبر 2019

المصدر: http://kremlin.ru/events/president/news/61896

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي