روسبوتربنادزور تساعد جمهورية الكونغو في مكافحة تفشي العدوى المعوية

نيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبناءا على خطاب رئيس جمهورية الكونغو د. ساسو نغيسو في مؤتمر القمة الروسية الأفريقية الثانية، ساعدت مؤسسة روسبوتريبنادزور الجانب الكونغولي في مكافحة انتشار العدوى المعوية.

ففي غضون 48 ساعة، شكلت مؤسسة روسبوتريبنادزور وأرسلت إلى جمهورية الكونغو مجموعة متقدمة من المتخصصين مع جميع المعدات اللازمة للعمل في الظروف الإفريقية، بما في ذلك المواد الاستهلاكية وأحدث مختبر متنقل يعتمد على إطار هوائي.

ولمدة أربعة أسابيع، من 2-25 آب/أغسطس، في مدينة دوليزي، مركز تفشي الالتهابات المعوية الخطيرة، قام علماء الأوبئة والمتخصصون في الأمراض المعدية في روسبوتريبنادزور بتنظيم تدابير لمكافحة الوباء، وأجروا دراسات لتحديد مصادر العدوى، والمراقبة المنظمة لسلامة إمدادات المياه، وتدريب المتخصصين المحليين، وعملوا في مستشفيات الأمراض المعدية في جمهورية الكونغو.

تمكن أخصائيو روسبوتريبنادزور من تأسيس عمل المختبرات المحلية بناء على الخبرة الروسية وأفضل الممارسات الطبية. قام عدد من المؤسسات الطبية بتطوير وتنفيذ قواعد لعزل المرضى المصابين بأمراض معدية وأنظمة العلاج المضاد للميكروبات وقواعد مغادرة المستشفيات. تم تدريب الأطباء الكونغوليون على علاج المرضى الذين يعانون من التهابات معوية حادة وعلى التعامل السليم مع عينات المواد البيولوجية.

وكنتيجة لعمل فريق روسبوتريبنادزور في جمهورية الكونغو، تم تسجيل انخفاض في عدد الإصابات بالالتهابات المعوية الحادة بمقدار 16 ضعفا.

في 24 آب/أغسطس، أقيم حفل لتسليم المعدات والمواد الاستهلاكية الروسية إلى الجانب الكونغولي لتحقيق مزيد من البحث المستقل في مجال دراسة الأمراض المعدية.

وستواصل روسبوتريبنادزور، بدعم من الحكومة الروسية، التعاون مع جمهورية الكونغو. وتحقيقا لهذه الغاية، تم اطلاق برنامج خاص للتعاون مع البلدان الأفريقية في مجال بحوث العدوى والوقاية منها، سبق أن أعلنه الرئيس الروسي خلال مؤتمر القمة الروسية الأفريقية الثانية.

هذه ليست أول مهمة من نوعها لمؤسسة روسبوتريبنادزور في الخارج. ففي عام 2020، شارك علماء الأوبئة الروس والمختبرات المتنقلة القائمة على شاحنة كاماز في لبنان في القضاء على عواقب كارثة من صنع الإنسان في مرفأ بيروت، وفي عام 2021 في جنوب إفريقيا، حيث درسوا، مع زملائهم الجنوب افريقيين، سلالة أوميكرون من عدوى فيروس كورونا الجديد.

في المجموع، في الفترة ما بين 2020-2022 وحدها، نظمت روسبوتريبنادزور أكثر من 20 بعثة مختلفة إلى بلدان الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ورابطة الدول المستقلة ودول بعيدة لمساعدة الشركاء في مكافحة COVID-19 والأمراض المعدية الأخرى.

اليوم ، أنشأت روسبوتريبنادزور مراكز أبحاث في مناطق مختلفة من العالم، حيث تتم دراسة الأمراض المعدية مع الشركاء الأجانب، بالإضافة إلى تدريب المتخصصين المحليين على الأساليب الروسية للوقاية من العدوى وتشخيصها. وتعمل هذه المراكز في غينيا وفيتنام وفنزويلا وبوروندي.

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي