سانت بطرسبرغ تخطط لتوسيع التعاون مع الدول الأفريقية

 تقوم الأقاليم الروسية بالاستعدادات للقمة الثانية والمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي بشكل مستمر، ويجري تنفيذ الخطط والمهام التي حددتها القمة الأولى والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي المفاوضات جارية مع الدول الأفريقية في مشاريع مشتركة جديدة.

أبلغ حاكم سانت بطرسبرغ ألكسندر بيغلوف اللجنة المنظمة للتحضير للقمة الروسية الأفريقية الثانية وعقدها في روسيا الاتحادية في عام 2023 وغيرها من الأحداث في شكل روسيا وأفريقيا حول العمل الذي تقوم به المدينة في هذا الاتجاه:

 "تعتزم سانت بطرسبرغ تطوير التعاون مع البلدان الأفريقية في مجموعة واسعة من القضايا. من بين المجالات الواعدة بتصميم أكبر وبناء مرافق إمدادات المياه والصرف الصحي. هذا مهم للعديد من البلدان الأفريقية، ولدينا الكثير من الخبرة في هذا المجال. تقليديا، يأتي الشباب من البلدان الأفريقية للدراسة هنا. في العام الدراسي 2022/2023، يدرس 2580 طالبا أفريقيا في جامعاتنا. هذا يمثل 7.27٪ من عدد الطلاب الأجانب. كما يتم النظر في إمكانية إقامة فعاليات ثقافية ورياضية مشتركة مع المدينة الشقيقة في مصر - الإسكندرية. وأضاف ألكسندر بيغلوف، أنه كجزء من القمة الروسية الأفريقية، يتم التخطيط للتوقيع على خارطة طريق" كما قاله حاكم ألكسندر بيغلوف.

بالإضافة إلى ذلك، ومن المقرر على هامش القمة والمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي توقيع اتفاقيات لتطوير التعاون في مجال السياحة مع المنظمات ذات الصلة في المغرب وكينيا وناميبيا ومصر وتونس، وكذلك مع أنغولا في التعليم والسياحة. في إطار شبكة المدن الإبداعية لليونسكو، يجري إعداد مسودة اتفاقية مع المدن الإبداعية في جنوب إفريقيا (كيب تاون  وديربان وهيرمانوس) وبنين (بوهيكون).

يذكر أن القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي سيعقدان في سان بطرسبرج في الفترة من 26 إلى 29 يوليو.

التفاصيل على الموقع الرسمي: summitafrica.ru

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي