قضايا التعاون الحزبي من أجل تعزيز الأمن الدولي في ظروف عدم الاستقرار الجيوسياسي ستكون موضوع حلقة نقاش

في 27 يوليو، سيتم افتتاح برنامج الأعمال للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي في اتجاه "الأمن المتكامل والتنمية السيادية" من خلال حلقة نقاش بعنوان "الأمن الدولي في ظروف عدم الاستقرار الجيوسياسي: التعاون الحزبي". وسيدير ​​الجلسة أندري كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي. ومن بين المتحدثين نائب رئيس المجلس الاتحادي للجمعية الاتحادية للاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيف ورئيس جمهورية زيمبابوي إيمرسون دامبودزو منانغاغوا والأمين العام لمنظمة شعوب جنوب غرب أفريقيا صوفيا شانينغوا والأمين العام للحزب الديمقراطي الغابوني ستيف نزيجو ديكو والسكرتير الدائم لشؤون الدفاع والأمن وعضو حزب العمال بجمهورية الكونغو أريستيد نجاكوسو نغاما وغيرهم.

في ظل ظروف الاضطراب الشديد في العالم الحديث، حيث تم تدمير الواقع الجيوسياسي القديم ولم يتشكل الجديد بعد، تتزايد التهديدات للأمن العالمي - من النزاعات العسكرية إلى نقص الغذاء وأزمة الطاقة وتدفقات الهجرة غير المنضبطة وأنشطة الجماعات الإرهابية الإجرامية. إلى حد كبير، ينطبق هذا على القارة الأفريقية، التي أصبحت أكثر وضوحا على الخريطة السياسية للعالم. في الوقت نفسه، تواصل بلدان "شمال الكرة الأرضية" اتباع سياستها الاستعمارية الجديدة العدوانية في إفريقيا. ما هي التهديدات التي تشكلها على بلدان "الجنوب العالميوكيف يتم تنفيذها، وما هي النتائج التي تؤدي إليها وكيفية مواجهتها، وتعزيز أجندة بناءة تهدف إلى التنمية المشتركة للبشرية - كل هذه المواضيع ستكون في بؤرة اهتمام المشاركين في المناقشة.

وبهذا الصدد، استطرد أندري كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي