مركز التصدير الروسي أبرم مذكرات تعاون مع عدد من الدول الإفريقية

يواصل مركز التصدير الروسي (جزء من بنك التجارة الخارجية VEB.RF) تطوير التعاون مع القارة الأفريقية. تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والتعاون في المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي. تفتح الاتفاقيات فرصا جديدة للشركات الروسية، وتساهم في تطوير تصدير السلع والخدمات الروسية، فضلا عن تعزيز مكانة البلاد في السوق الدولية.

وهكذا، في إطار برنامج الأعمال الخاص بالمنتدى، تم توقيع مذكرة بين المجموعة الاقتصادية الإقليمية ووكالة ترويج الاستثمار والصادرات في جمهورية موزامبيق (APIEX). وبموجب الاتفاقيات، سينظم الطرفان بعثات تجارية وفعاليات تعليمية تهدف إلى تطوير التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا وأفريقيا.

وبهذا الشأن، قال نيكيتا جوساكوف، نائب الرئيس الأول للمركز الروسي للتصدير: "المذكرة هي خطوة مهمة في تطوير العلاقات الاقتصادية بين روسيا وموزمبيق. سيسمح هذا التعاون للشركات في كلا البلدين بالدخول بنجاح إلى أسواق الشركاء وتعزيز مواقفهم". وأضاف أنه "من المخطط تبادل المعلومات حول المشاريع الكبرى لجذب الشركات". وقال إنه سيولى اهتمام خاص لتبادل المواد التحليلية حول مجالات التعاون ذات الأولوية. سيسمح ذلك للأطراف بمواكبة الاتجاهات والتطورات الحالية في قطاعات الاقتصاد المهمة، والتي ستساعد على وجه الخصوص في خلق فرص جديدة للصادرات الروسية.

في الوقت الحالي، لوحظ التكافؤ في حجم التجارة الخارجية بين الاتحاد الروسي وجمهورية موزامبيق، مما يشير إلى تكامل الصادرات والواردات بين البلدين. لا تزال روسيا موردا رئيسيا للمنتجات الزراعية والكيميائية لسوق موزمبيق، بينما تعد موزمبيق واحدة من موردي المعادن الأرضية النادرة ومنتجات التبغ للسوق الروسية.

بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع مذكرة مع شركة Multi-Services Et Materiel Industriel (MSMI) SARL (الكاميرون). الهدف الرئيسي من الاتفاقات التي تم التوصل إليها هو الترويج المشترك للمعدات الصناعية الروسية في أسواق أفريقيا الوسطى، وخاصة في الكاميرون.

ومن المتوقع أن يتبادل مركز التصدير الروسي و MSMI بنشاط المعلومات حول المشاريع الحكومية الكبرى، بالإضافة إلى تقديم الدعم للشركات الروسية التي ترغب في دخول سوق الكاميرون. الآن تتطور صناعة الكاميرون بسرعة، ويتم تنفيذ مشاريع البنية التحتية، وهنا ستكون الشركات الروسية قادرة على المنافسة بشكل إيجابي مع اللاعبين العالميين الآخرين.

من جانبه، قال ديمتري بروكورينكو، مدير تطوير الشبكات الأجنبية في مركز التصدير الروسي: "تعد الكاميرون واحدة من الاقتصادات الرائدة في وسط إفريقيا وتقدم مجموعة واسعة من فرص الاستثمار. دعمت مجموعة مركز التصدير الروسي الصادرات إلى الكاميرون العام الماضي وبلغت 19.6 مليون دولار. وستسمح الجهود المشتركة بين مركز التصدير الروسي و MSMI للشركات الروسية بزيادة وجودها في هذا السوق الواعد وتعزيز مواقعها".

 

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي