جمهورية كاريليا تستعد لروسيا وأفريقيا

تحدث رئيس كاريليا أرتور بارفنشيكوف عن استعدادات الجمهورية للقمة الثانية والمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي.

وبحسب أرتور بارفينشيكوف، فإنه على الرغم من صعوبة الوضع الجيوسياسي، تواصل جمهورية كاريليا تنفيذ التعاون التجاري والاقتصادي مع 17 دولة في القارة الأفريقية، بما في ذلك مصر ومدغشقر وغانا وكينيا وأوغندا والجزائر والمغرب وغيرها. ويجري تنظيم التعاون مع مقاطعة الكاب الشمالية بجنوب إفريقيا. في أوائل شهر مارس، زار المنطقة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية أوغندا لدى روسيا الاتحادية، السيد موسى كيزيجي. وكنتيجة للاجتماعات، تعتزم سفارة أوغندا مساعدة حكومة جمهورية كاريليا في تنظيم مهمة تجارية لمؤسسات كاريليان إلى البلاد من أجل إنشاء مشاريع مشتركة جديدة مفيدة للطرفين. ومن المخطط أيضا التعاون في مجال التعليم مع جامعة ولاية بتروزافودسك.

في ظل الظروف الحالية، عندما رفضت الدول الغربية التعاون، ركزنا جهودنا الرئيسية على إيجاد علاقات جديدة، وكذلك تطوير العلاقات القائمة مع الدول الصديقة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. نرى امكانات عظيمة هنا. وشدد رئيس كاريليا على أن القمة الروسية الأفريقية ستصبح حافزا جيدا لمزيد من التعاون وستضمن نمو مؤشرات التجارة – كما تحدث عنه رئيس كاريليا.

تستعد مناطق روسيا بشكل نشط باستمرار للقمة الثانية والمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي، الذي سيعقد في سانت بطرسبورغ في الفترة من 26 إلى 29 يوليو. يجري تنفيذ الخطط والمهام التي حددتها القمة الأولى والمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي، والمفاوضات جارية مع الدول الأفريقية حول مشاريع مشتركة جديدة.

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي