لقاء مع رئيس المجلس الأعلى (السيادي) للسودان عبد الفتاح برهان

التقى رئيس الدولة الروسية برئيس المجلس السيادي في جمهورية السودان عبد الفتاح برهان. جرى الحديث على هامش القمة الروسية الإفريقية في سوتشي.

 

فلاديمير بوتين: السيد رئيس المجلس السيادي المحترم! زملائي وأصدقائي الأعزاء! اسمحوا لي أن أحييكم مرة أخرى في روسيا.

أود أن اشكركم على حضوركم إلى القمة في سوتشي. وفي بداية حديثنا، أود أن أشير إلى أن السودان، بالطبع، هو أحد شركائنا يمكن الاعتماد عليهم منذ زمن طويل، ونقدر ذلك.

أعلم أن بلدكم يمر حاليا بأهم العمليات السياسية الداخلية. ونعتبر توقيع الإعلان الدستوري وتشكيل المجلس السيادي والحكومة الانتقالية بمثابة الخطوات الأولى لوضع البلد على مسار التنمية المستدامة. بطبيعة الحال، هناك العديد من التحديات المقبلة. ونعتزم مواصلة تقديم كل المساعدة والدعم اللازمين لتطبيع الوضع في بلدكم.

وسنظل نسعى لضمان أن يكون نهج المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، للمشكلة السودانية نزيها وموضوعيا ومستندا إلى احترام سيادة البلد واستقلاله وسلامته الإقليمية.

نحن نقدر التضامن التقليدي للشركاء السودانيين في مواجهة أنواع مختلفة من التحديات المدمرة، بما في ذلك في المحافل الدولية.

يا السيد رئيس المجلس السيادي المحترم، نرى آفاقا لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والسودان. ولدينا آفاق واعدة. وتتمثل مهمتنا الرئيسية في تنويع تدفقات السلع الأساسية، الأمر الذي من شأنه أن يضمن الطبيعة المستقرة والمستدامة لنمو التجارة.

وفي هذا الصدد، نعول على العمل الفعال للجنة المشتركة بين الحكومتين، التي عقد اجتماعها السادس في موسكو في شهر ديسمبر عام 2018.

لدينا مشاريع كبيرة يجري تنفيذها بالفعل اليوم، بما في ذلك التعاون في استغلال الموارد المعدنية. ويستثمر المستثمرون الروس، على سبيل المثال، في صناعة تعدين الذهب في السودان، ومن أبرز المشاريع في هذا المجال هو مشروع "كوش" بطاقة إنتاجية تعادل ثلاثة أطنان من الذهب سنويا، تنفذه الشركة "غلوبال ريسورسيز" الروسية. ويهتم المستثمرون الروس بزيادة وجودهم، بالإضافة إلى استعدادهم لتبادل الخبرات والتطورات التكنولوجية.

بالطبع، هناك المسائل الهامة التي تتطلب اهتمامنا الخاص، وآمل أننا نتمكن خلال اجتماعنا اليوم من مناقشتها.

عبد الفتاح برهان (وفقا للترجمة): وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!

السيد الرئيس المحترم، أشكركم أولا وقبل كل شيء وأشكر روسيا على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة في القمة الروسية - الأفريقية.

أشكر بلدكم، روسيا الاتحادية. إن العلاقات الروسية – السودانية هي علاقات ذات تاريخ طويل: بدأت في التطور قبل 60 عاما، وكانت روسيا أن تدعم وتقف على الدوام إلى جانب السودان، ونعلم أن روسيا دائما تقف مع الدول التي تناضل من أجل حقوقها والعدالة. ونود أن نخبركم أن التغييرات التي حدثت في السودان إيجابية. والآن هي تجري بنجاح وإيجابية. ولعبت القوات المسلحة دورا مهما في هذه الأحداث، وكما لعبت قوات التحالف دورا مهما فيها، وهي تسعى جاهدة لبناء مستقبل السودان.
كما ذكرتم بالفعل في خطابكم، فإن العلاقات بين البلدين تتطور، ولدينا عدد من الاتفاقات التي تقوم على أساسها هذه العلاقات الثنائية. من جانبنا، نأمل أنه سيتم توقيع مستندات واتفاقات تعاون جديدة بين روسيا والسودان، وسوف تساعدنا روسيا في بناء قواتنا المسلحة على وجه الخصوص.

لدينا العديد من نقاط ترابط. هذا في المقام الأول تعاون استثماري، ونتعاون أيضا في المنتديات الدولية، وتتطابق مواقفنا من العديد من القضايا الدولية.

المصدر:

http://kremlin.ru/events/president/news/61889

"نحن نشيد بنتائج عملنا المشترك في القمة. إنني على ثقة من أن النتائج التي تم التوصل إليها تشكل أساسا جيدا لزيادة تعميق الشراكة الروسية الأفريقية لصالح ازدهار ورفاهية شعوبنا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تجسد قمة روسيا-أفريقيا التي تعقد بمدينة سوتشى يوم 24 أكتوبر 2019، روابط الصداقة التاريخية بين دول القارة الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية. وتكتسب هذه القمة أهمية كبيرة كونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى ، حيث تهدف هذه القمة الى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية / الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات استجابة لتطلعات الشعوب .

تنطلق الدول الأفريقية وروسيا من أرضية مشتركة في العمل الدولى ، ترتكز على مبادئ احترام قواعد القانون الدولى ، والمساواة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وتأكيد الالتزام بالعمل متعدد الأطراف كما تأتى وفق رؤية متشابهة للجانبين لمواجهة التحديات الدولية الجديدة وعلى رأسها الإرهاب والتطرف بكل أشكاله ، والتراجع في معدلات النمو ، الى جانب قناعة راسخة لدى الجانبين بأهمية العمل على تعزيز التبادل التجارى ، ودعم الاستثمارات المتبادلة ، بما يحقق الأمن والسلام والتنمية للشعوب في القارة الأفريقية وروسيا .

تتمتع الدول الافريقية بإمكانات وقدرات هائلة تؤهلها حال توظيفها على الوجه الأمثل لتكون في مصاف القوى الاقتصادية الصاعدة . فقد حققت دول القارة نجاحات كبيرة خلال السنوات الماضية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية ، والاجتماعية ، وقضايا الحوكمة. وقد نجحت أفريقيا في تحقيق معدلات نمو متزايدة على مدار العقد الماضى وصلت الى حوالى 3،55 في عام 2018.

واتصالاً بالجهود التي تبذلها الدول الأفريقية ، فقد شهدت قمة الاتحاد الأفريقي بالنيجر في يوليو 2019 دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ ، وكذلك إطلاق أدواتها التنفيذية ، وتعتبر هذه الاتفاقية أحد الأهداف الأساسية بأجندة التنمية الأفريقية 2063، والتي تهدف الى دفع جهود الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى الأفريقي ، بما يسهم في تلبية تطلعات الشعوب الأفريقية في تحقيق الرخاء والعيش الكريم .

تفتح هذه النجاحات آفاق واسعة للتعاون بين الدول الأفريقية وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تؤكد على عزم الحكومات الأفريقية وشعوبها على التعاون مع مختلف الشركاء بهدف تحقيق المكاسب والمنفعة المشتركة.

وفى هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى أن تسهم قمة أفريقيا / روسيا في بدء علاقة استراتيجية بناءة ترتكز على التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بما يسهم في تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية والشعب الروسي الصديق.

عبد الفتاح السيسي